كأن لبنان لم يكفه تدهور أوضاعه الاقتصادية والمالية، حتى وصل إليه فيروس “كورونا” عن طريق إيران من خلال سيدة لبنانية آتية من قم على متن طائرة تحمل حوالي 160 راكباً، ما خلق حالة من القلق والهلع في صفوف شرائح كثيرة من اللبنانيين، خصوصاً في ظل التراخي وعدم الجدية التي تسود أداء الدولة اللبنانية وإداراتها وإجراءاتها في مطار بيروت وعلى المعابر الحدودية. وما زاد من حالة الهلع هو اكتشاف حالتين أخريين على متن الطائرة سيتم نقلهما الى مستشفى رفيق الحريري مع الحالة الأولى، بحسب ما أعلن وزير الصحة المحسوب على حزب الله حمد حسن، الذي قال في مؤتمر صحافي إن المريضة عمرها 45 عاماً “وبعدما اجتمعت اللجنة الوطنية لمكافحة وباء كورونا واللجنة المختصّة لمكافحة العدوى، وبعد تبيان نتيجة فحص الـ”PCR” للمريضة الّتي عُزلت على متن الطائرة القادمة من مدينة قم الإيرانية، ثبتت إيجابيّة الفحص”. وأضاف: “هناك حالتان مشتبه بهما، ونقوم بالإجراءات حسب توصيات اللجنة ومنظمة الصحة العالمية”، مركّزا على أن “كلّ الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة العامة كافية، وأثبتت أن الإجراءات في مطار بيروت الدولي جادّة، وهناك متابعة لكل الوافدين القادمين سابقا من الصين، ولكن بعد انتشار الوباء في أكثر من دولة، سُجّلت أوّل حالة اليوم في لبنان”.
ولفت إلى “أنّنا سنعود بالتاريخ 10 أيام لتتبّع كل المواطنين والرعايا الوافدين إلى لبنان، لمتابعة أوضاعهم والتأكّد من خلو إصابتهم من فيروس كورونا المستجد”.
وأشار وزير الصحة إلى “أن الهلع المفرط غير ضروري وكل الإجراءات كافية في المطار وهي جادة وهناك متابعة للوافدين”. ودعا إلى “عدم الاختلاط مع المواطنين في الحجر الصحي بمنزلهم والاهتمام بالنظافة وغسل اليدين المتكرر وعدم نشر السعال في الهواء”.
ولفت إلى أن “ما من داع حتى الآن لإعلان حالة طوارئ، أما بالنسبة للمدارس وغيرها من المراكز الاجتماعية، فأؤكد على ضرورة وعي المجتمع والاهل واتخاذ تدابير الوقاية من الاصابة”.
وأكد “أن الاجراءات في المطار متخذة منذ البداية وسنزيد عديد فريق العمل وسنواكب كل الرحلات، واتفقنا على إخلاء قسم في مستشفى الحريري وإنشاء خلية أزمة تحسباً لأي طارئ”.
ورداً على سؤال إن كانت ستتوقف الرحلات بين لبنان وإيران، أجاب: “لن نتّخذ أي إجراء بوقف الرحلات إلى إيران إلا بعد التشاور مع رئيس الحكومة واللجنة الوطنية المكلفة”.
وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلوا سلباً مع وصول فيروس “كورونا” من إيران، واستغربوا عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم هبوط الطائرة في مطار بيروت طالما كانت هناك معلومات بوجود عوارض المرض. وسأل بعضهم: “من المسؤول عما حدث؟ وهل باتت حياة الناس رخيصة الى هذا الحد؟”.
وشدّد آخرون “على ضرورة محاسبة المسؤولين فوراً عن هذا التقصير”. وتخوّف البعض من الآتي .وكتب: “المصيبة مش بالكورونا.. المصيبة إنو إجا على مزرعة مش على بلد.