أثار إعلان الحوثيين إسقاط طائرة «تورنيدو» الجمعة الماضي فوق مقاطعة الجوف المضطربة في شمالي اليمن الحديث عن ترسانة الأسلحة التي يملكها الحوثيون، إذ قال تقرير لوكالة «فرانس برس» إن هذه الترسانة تزداد قوة، وأن إسقاط الطائرة يمثل «انتكاسة للتحالف العسكري الذي تقوده الرياض، والذي كان يتمتع دوما بالتفوق الجوي في الصراع».
ولا يزال مصير الطيارين السعوديين اللذين خرجا من الطائرة مجهولاً؛ فيما ذكر المتمردون أنهم أصابوا الطائرة بـ«صاروخ أرض جو متطور».
أسلحة ببصمة إيرانية ويأتي ذلك في أعقاب تقارير حديثة للأمم المتحدة أفادت بأن الحوثيين تلّقوا أسلحة تحمل بصمات إيران؛ لكن طهران نفت مرارا تسليح المتمردين في اليمن.
وبعد حادث تحطم الطائرة، قال ناطق باسم الحوثيين إن «سماء اليمن ليست للنزهة وعلى التحالف أن يحسب ألف حساب لذلك»، معتبرا أن إسقاط الطائرة «إنجاز كبير».
وقالت المحللة في مؤسسة «راند كوروبوريشن» بيكا فاسر للوكالة الفرنسية: «هذا بالتأكيد سبب للقلق بالنسبة للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن».
وتابعت أن التحالف بات «بحاجة إلى التخطيط كما لو كان هذا هو الوضع الطبيعي الجديد، وأن الحوثيين لديهم القدرة على إسقاط المزيد من الطائرات مما سيؤثر على عملياتهم وكيفية تخطيطهم لمهماتهم الجوية».
ولم يرد التحالف على طلب للتعليق على المسألة، حسب الوكالة الفرنسية التي أشارت إلى أن السعودية تمارس «هيمنة كبيرة منذ فترة طويلة على المجال الجوي اليمني».
وواجهت المملكة انتقادات دولية متكررة بسبب غاراتها الجوية في اليمن والتي أسفرت في كثير من الأحيان عن مقتل مدنيين؛ لكن الحوثيين يقاومون هذا التهديد من خلال تعزيز قدراتهم الدفاعية الجوية، ولا سيما مع ما يسمونه بصواريخ أرض جو محلية الصنع.
وقالت المحللة فاسر: «فيما يزعم الحوثيون أن صاروخا أنتج ذاتيا أسقط طائرة تورنيدو السعودية، يظل أن نرى ما إذا كان هذا هو الوضع حقا لأن هذا مجال يتلقون فيه مساعدة إيرانية».
إسقاط طائرة أميركية والعام الماضي، أعلن الحوثيون أنهم أسقطوا طائرة أميركية مسيّرة بصاروخ من صنع المتمردين. وأعلن الجيش الأميركي حينها أنه يحقق في تقارير عن الحادث الذي وقع وسط توترات متصاعدة بين واشنطن وإيران.
وذكر تقرير للأمم المتحدة في وقت سابق من فبراير الجاري أن «المتمردين حصلوا على أسلحة جديدة العام الماضي بخصائص تقنية مشابهة للأسلحة المصنعة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية». ولم يذكر التقرير الذي أعدته لجنة من خبراء الأمم المتحدة ما إذا كانت الأسلحة الإيرانية سُلّمت مباشرة للحوثيين من قبل الحكومة الإيرانية.
وقالت الباحثة في معهد الشرق الأوسط فاطمة أبو العصار للوكالة الفرنسية إن وجود عناصر تدعمها إيران في اليمن عزّز على الأرجح «جهوزية الحوثيين على مواجهة النشاط الجوي السعودي». وأضافت أنّ الحوثيين لم يكن لديهم هذه القدرة منذ خمس سنوات.
وجاءت تطورات الجمعة الماضي في أعقاب اشتباكات جديدة في شمال اليمن بعد هدوء نسبي استمر أشهرا، حيث أبدت الأطراف المتحاربة اهتماما واضحا بوقف تصعيد النزاع.