قيام ميليشيات الحوثي بسحب الكثير من عناصرها من جبهات مأرب ، وتوجيههم نحو الساحل الغربي وتعزيز تواجدها في محافظة إب وجبهات الضالع ، تعود لخمسة أحتمالات نلخصها في الآتي. 1- عملية توازن وهذه العملية يستخدمها الحوثي في حالة تحوله من الهجوم إلى الدفاع ، فالحوثي الذي يمارس سلطته الانقلابية من العاصمة صنعاء ، يعتبر اسقاطه في صنعاء قادمة من ثلاث جبهات. الأولى الجبهة الشرقية مأرب والجوف الثانية الجبهة الوسطى إب والضالع ولودر . الثالثة الجبهة الغربية الحديدة والساحل. وقيام الحوثي بسحب عناصره من مأرب إلى إب والحديدة والضالع يعتبر بمثابة توازن الجبهات الثلاث الشرقية والوسطى والغربية ، وقيامه بهذه العملية تحسباً لاشتعال كل الجبهات ضده حتى يتمكن من الدفاع والمواجهة بطريقة متوازنة ، فالحوثي الفترة السابقة دفع بغالبية قواته باتجاه مأرب وبقاء غالبية قواته هناك يولد ضعف في الجبهة الغربية والوسطى بما سيجعل تراجعه للخلف يكون بشكل سريع في تلك الجبهتين في حالة اشتعالها ضده. 2- عملية انفراد وانهاك وهذه العملية تتم في حالة الهجوم عندما يكون طرف مواجه لعدة أطراف مناهضة له كل طرف في منطقة منفصلة عن الطرف الآخر إلا ان منطقة الطرف المتحدون ضده ستكون نقطة الملتقى ونقطة النهاية لخصمهم. وقيام خصمهم بعملية الانفراد بكل طرف وانهاكه تتم من خلال الهجوم على كل طرف إلى منطقته وانهاكه حتى اضعافه ثم التوجه إلى الطرف الثاني ، حتى لا يبرأ جرح الطرف الأول ويتعافى من ما لحق به إلا والطرف الثاني قد تعرض لما تعرض له ويحتاج لوقت حتى يبرأ ويتعافى ، وهذا ما يجعل كل الاطراف غير قادرة على التوجه بشكل مطلوب نحو الطرف الخصم وغير متساوية في الامكانيات والاعداد. الحوثي يستخدم هذه الطريقة ، فمنذ توقف معركة الحديدة بناءً على اتفاق استوكلهوم ، تحول الحوثي من حالة الدفاع إلى الهجوم ، واتجه وفق الانفراد بكل جبهة واضعافها ، فتوجه نحو مريس الجبهة الوسطى ، ثم اتجه نحو الجبهة الشرقية مأرب والجوف وحقق تقدم على الأرض.
وقيام الحوثي بعملية انسحاب من الجبهات الشرقية نحو الغربية والوسطى يأتي بعد أن ألحق خسائر في مأرب والجوف تحتاج إلى وقت لتعويض ما حدث من خلال استعادة الجوف وفرضة نهم ، ويحقق في الساحل الغربي أو الضالع نفس ما حققه في مأرب والجوف ، وهنا يظل الحوثي المنتصر ويظل في حالة هجوم. 3- عملية هجوم على عدن أو دفاع عن صنعاء. انهاء الصراع في الجنوب وانتعاش عدن كعاصمة مؤقته من خلال عودة الحكومة والسفارات والبعثات أمر يقلق الحوثي كونه ذلك سيضعف سلطته في صنعاء اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً ، وانسحاب الحوثي لكثير من عناصره من جبهات مأرب يهدف من وراءه لشن حرب على الجنوب باتجاه عدن من الجبهة الوسطى الضالع وتعز ولودر. أو ان الحوثي وجد ان انتهاء الصراع الداخلي في الجنوب سيقود لتقدم نحو تحرير صنعاء من اتجاه الضالع ولودر كطريق مناسب مقارنة بالجبهة الشرقية مأرب التي لن تستطع التقدم لصنعاء بنجاح بسبب دحرها للخلف من قبل الحوثي ، والجبهة الغربية الحديدة التي لن تستطيع التقدم نحو صنعاء بسبب اتفاق استوكلهوم ، ولذا كان انسحاب الحوثي من مأرب نحو الجبهة الوسطى يأتي للدفاع عن صنعاء من التحرير القادم من اتجاه عدن. 4- الهجوم على الساحل أو الدفاع عن الحديدة أيضاً يريد الحوثي من خلال هذا الانسحاب تحقيق تقدم في الساحل ودحر قوات حراس الجمهورية ومقاومة الساحل للخلف كما فعله بمأرب وذلك من خلال الهجوم من اتجاه مدينة الحديدة ومن اتجاه إب حيس . أو أن الحوثي يريد ان يدافع عن الحديدة تحسباً لأي تقدم نحوها ناتج من تغيير سياسة المجتمع الدولي من خلال إعلان الحوثي جماعة ارهابية وهو الأمر الذي قد يسقط اتفاق استوكلهوم ويعطي تحرير الحديدة موافقة دولية. 5- الهجوم على تعز أو الدفاع عن إب . على الصعيد الآخر يريد الحوثي ان يقوم بعملية هجوم مكثفة على تعز يستعيد السيطرة عليها ، أو يريد الدفاع عن إب تحسباً لقدوم معركة تحرير لها ناتجة عن انتهاء الصراع بالجنوب ومعركة تحرير إب ستأتي من اتجاه الضالع ومن اتجاه الساحل حيس الجراحي العدين ، وبتحرير إب سيتم استكمال تحرير تعز بشكل تلقاءي.