إذا ما سولت لميليشيات الحوثي، نفسها أن تضع ذات يوم رمزاً لـ"الجندي المجهول" في سيطرتها على السلطة في صنعاء، فإن ذلك الجندي قد يكون على الأرجح "شرائح الجوال"، التي لعبت دوراً بالغ التأثير في الحرب الضروس بينها وبين حكومة الشرعية المعترف بها دولياً، بوصف شرائح الجوال، الوسيلة الأشد فتكاً في معظم ترسانة الجماعة العسكرية، في الإيقاع بالخصوم وتجنيد المحايدين من المواطنين اليمنيين، المنقسمين طوعاً أو كرهاً بين طرفي الصراع، في أرض اليمن الذي كان لقبه "السعيد".
كان فرض السيطرة على صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، بداية العد التنازلي لخطوات الهيمنة على مفاصل الدولة، إلا أن نصيب الاتصالات، انطلق بإشارة من الرجل الأول في الجماعة عبد الملك، الذي تقول المصادر إنه وقف على تشكيل لجنة لـ"تنظيم التجسس على اليمنيين" في 2016 مكونة من جهاز الأمن القومي اليمني الذي أسسه وبحضور ممثلين شخصيين للحوثي شخصياً نظراً لحساسية الموضوع، وهما ضيف الله زبارة، وعبادي العويري، جميعهم وقفوا على تعيين 7 قيادات على رأس وزارة الاتصال، بينهم 3 ضباط، عقيدان ورائد. "تحتفظ الصحيفة بأسمائهم".
اقرأ أيضاً :
الحكومة تزف بشرى سارة إلى جميع موظفي الدولة وترسلها للبنك المركزي