�ددت جماعة الحوثيين الخناق على محافظة مأرب النفطية شرقي اليمن، من المحور الشمالي الغربي، وذلك بالتوغل في معسكر ماس، آخر القواعد الاستراتيجية للقوات الحكومية في المنطقة العسكرية السابعة.
وجاءت سيطرة الحوثيين على معسكر ماس، الواقع ضمن إطار مديرية مدغل، شمال غرب مأرب، بعد مرور شهر من المعارك المتزامنة مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف على مواقع الجيش الوطني من عدة محاور، رغم الغارات الجوية اليومية من مقاتلات التحالف العربي.
وقال مصدر عسكري موال للحكومة لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الجيش الوطني ورجال القبائل فضّلوا الانسحاب من المعسكر بعد تزايد القصف المدفعي الحوثي وسقوط عدد من القيادات العسكرية البارزة، خلال الأيام الماضية".
وأشار المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أنه تم سحب أكثر من 20 عربة عسكرية وعدد من الدوريات والمدافع المقدمة من التحالف العربي بالكامل من المعسكر صوب معسكرات المنطقة العسكرية الثالثة في تداوين وصحن الجن.
وكانت القوات الحكومية قد خسرت عدداً من الضباط في معركة الدفاع عن معسكر ماس، على رأسهم العقيد ناجي بن عايض مساعد قائد المنطقة السابعة والعقيد حامد اليوسفي، رئيس أركان عمليات اللواء 72 مشاة، بعد أن باتت القاعدة العسكرية مكشوفة للحوثيين من كافة الاتجاهات.
ووفقا لمصادر عسكرية وقبلية لـ"العربي الجديد"، يبعد معسكر ماس نحو 50 كم عن مركز محافظة مأرب، وعلى الرغم من المسافة البعيدة التي تفصله عن حقول النفط في صافر والرويك، إلا أنه كان أبرز التحصينات الدفاعية لقوات الشرعية.
وبعد السيطرة على معسكر ماس، ستكون جماعة الحوثيين قد تمكنت من تأمين جبهة نجد العتق وجبل صلب وفرضة نهم بالكامل من أي هجمات ومناوشات كانت تشنها القوات الحكومية خلال الأيام الماضية، صوب شرق صنعاء.
ولم يعلن الحوثيون رسميا السيطرة على المعسكر، ومن المتوقع أن يظهر المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، في وقت لاحق ليتحدث عن العملية الجديدة والسيطرة على كامل أراضي المنطقة العسكرية السابعة، والتي بدأت عملياتها مطلع العام الجاري، بالسيطرة على فرضة نهم الاستراتيجية شرق صنعاء وصولا إلى غالبية مناطق محافظة الجوف.
ما الذي حدث قبل ساعات من سيطرة الحوثيين على معسكر ماس بمأرب؟!
(متابعات)