الجمعة ، ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٦:٣٤ مساءً

مرض الإيدز يطفوا على السطح في اليمن وينتشر بشكل مخيف .. وهذه هي المحافظات المتصدره

يعاني اليمن انتشار أمراض فتاكة عدة بين مواطنيه، منها الكوليرا وكورونا وحمى الضنك وغيرها، يفاقمها انهيار القطاع الصحي، المتهالك بالأساس بفعل الحرب الدائرة في البلاد من ناحية، وإصابات كورونا التي تتزايد يوماً بعد يوم من ناحية أخرى.

ويدق مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) ناقوس الخطر في البلاد، إذ سجل اليمن 6172 حالة حتى نهاية 2019، بينما يخضع 2827 شخصاً للرعاية والعلاج. وفق الأرقام االرسمية

وكشفت مديرة البرنامج الوطني لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) باليمن نسرين دعكيك، ل’’اندبندنت عربية’’، عن خريطة انتشار المرض في البلاد، قائلة ’’صنعاء تتصدر عدد الحالات بـ65 في المئة من المصابين، نظراً إلى كثافتها السكانية الكبيرة، وبعدها عدن وتعز وحضرموت والحديدة بالترتيب’’.وإلى فترة قريبة كان مريض الإيدز يخشى وصمة العار التي تلحق به من قِبل المجتمع اليمني من جراء إصابته، لكن دعكيك ترى أن ’’المفاهيم بدأت تتغير، إذ إن الوصمة والتمييز ضد المصابين انحصرا في المجتمع بشكل كبير، مقارنة بما قبل عشر سنوات مضت’’. وتعزو ذلك إلى ’’نمو حالة الوعي والمعرفة بالمرض لدى المجتمع بشكل كبير’’.

وقالت دعكيك، ’’الجانب الإعلامي مهم جداً، يتوازى عمله مع جميع خطط البرنامج وأجندته من حيث نشر التوعية والمعلومات الصحيحة والوصول إلى معظم فئات المجتمع، وفي هذا الجانب نفذ البرنامج العام الماضي جلسات توعوية عدة، حول عدوى فيروس الإيدز للفئات، مثل عمال النظافة، والنازحين، واللاجئين، ونزلاء السجون وغيرهم’’.

وتابعت، ’’عقدنا جلسات توعوية لـ460 طبيباً وممرضاً حول كيفية التعامل مع مرضى الإيدز والتخفيف من الوصمة والتمييز، وشاركنا في بث مباشر لعدد من الإذاعات والقنوات التلفزيونية، وعُقدت ورشات عمل عدة للجهات المعنية من أجل استجابة أفضل لمجابهة المرض’’.

وتحدثت دعكيك عن أن أهداف البرنامج الوطني، يأتي على رأسها الحد من انتشار فيروس العوز المناعي البشري، والتقليل من نسبة الوفيات، والآثار الناتجة من الإصابة، ومنع انتشار الأمراض المنقولة جنسياً، والوقاية منها، وتخفيض مضاعفاتها، وكذلك نشر الثقافة والوعي للحد من انتشاره، والرعاية الصحية للمرضى والمشورة والدعم النفسي للمريض.

واستعرضت دور البرنامج الوطني ومهامه، في قطاع الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة والسكان لمرضى الإيدز بالبلاد، قائلة ’’يقدم المركز حزمة من الخدمات العلاجية تتمثل في متابعة المصابين، وتقديم العلاج مجاناً وبسرية تامة، كما نتابع المرضى عبر خمسة مراكز للبرنامج، توجد في عدن وتعز وصنعاء وحضرموت والحديدة، إضافة إلى خمس نقاط كبيرة لتسليم الأدوية، وهي مأرب والمهرة وسيئون وشبوة’’.

وواصلت، ’’يوجد لدينا خمس وحدات PCR في تلك المحافظات، منها اثنتان جرى تشغيلهما في منتصف 2019، وبقية الوحدات قريباً، إضافة إلى تقديم الخدمات الوقائية، ومراكز المشورة والفحص الطوعي في المحافظات، وعددها 52 مركزاً موزعة على المحافظات’’.

ولفتت إلى أن التعامل مع مريض الإيدز، يجري بشكل طبيعي، سواء في فروع المركز أو المستشفيات، على الرغم من بعض التحديات والصعوبات التي تواجهنا، وتعرقل تقديم الخدمة المناسبة للمرضى، ومنها شكوى أقسام الجراحة من نقص المعدات الخاصة بالفيروس، إضافة إلى توقف كثير من الأنشطة للمركز خلال الخمس سنوات الماضية، بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد نتيجة الحرب وتداعياتها السلبية.

وتعد حضرموت من كبرى محافظات اليمن مساحة، وتشهد ارتفاعاً في عدد حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، إذ أعلنت السلطات الصحية أخيراً اكتشاف خمس حالات إصابة جديدة فيها.

ووفقاً لمدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في حضرموت أحمد البيتي، فإن عدد الحالات المسجلة في المحافظة منذ عام 1997 وحتى يونيو (حزيران) من العام الحالي بلغ 577 حالة، منها 180 وفاة، متوقعاً وجود خمسة آلاف حالة مصابة بالإيدز غير معلن عنها بين المتزوجين إلى جانب المراهقين.

وقال البيتي، في حديثه إلى ’’اندبندنت عربية’’، ’’السبب الرئيس للإصابة بمرض الإيدز الممارسات الجنسية الشرعية وغير الشرعية بنسبة 90 في المئة’’، داعياً إلى إجراء الفحص بين الزوجين قبل الزواج، حتى لا ينتقل المرض من طرف إلى آخر، وحتى لا يصاب الأبناء.

ويشير إلى أن التعامل مع المريض يجري بشكل جيد من خلال توفير عدد من المراكز الخاصة التي تقدم الفحوص المجانية، والعلاجات الوقائية للأم الحامل وطفلها، متطرقاً إلى معاناة المركز الوطني في المحافظة من ناحية شح الإمكانات للبرنامج في الوقت الراهن، لا سيما في مجال التوعية بالمرض بين أوساط المجتمع، وعدم توافر موازنة تشغيلية، ما أدى إلى انتشاره وتزايد الإصابات.

وعن نظرة المجتمع إلى مريض الإيدز قال، ’’الوصمة والتمييز مرتفعان تجاه المرضى، ويعود ذلك إلى نقص الدعم من قبل الدولة والمنظمات المانحة في مساندة برامج التوعية والتثقيف الصحي’’.

وفي السياق ذاته، اعتبر المدير العام للمركز الوطني لمختبرات الصحة العامة في ساحل محافظة حضرموت وليد البطاطي، أن مرض الإيدز أحد التحديات الصحية الرئيسة في اليمن عموماً وحضرموت خصوصاً، باعتبار أن أعداد المصابين في تزايد يومي، إذ وصلوا في المحافظة إلى نحو خمسة آلاف حالة غير معلن عنها رسمياً.

ويضيف البطاطي، في حديثه إلى ’’اندبندنت عربية’’، ’’بحسب منظمة الصحة العالمية فإن هناك عشرة أشخاص مخفيين وراء كل حالة مكتشفة، والأخطر من هذا أن كل الحالات تُكتشف مصادفة، من طريق التبرع بالدم، أو أثناء خضوع المصاب لعملية جراحية، أو من طريق الطبيب الباطني، إذا لاحظ أن المريض يتناقص وزنه باستمرار أو يفقد الشهية’’.

وعن آلية تعامل مختبرات المركز الوطني، قال البطاطي ’’لدينا مصابون محليون وأجانب، فمن طريق فحص الإقامة للأجانب تُكتشف حالات الإيدز، وتتخذ إجراءات أكثر صرامة في حقهم، بحيث لا تُمدد الإقامة لهم، ويجري تسفيرهم بشكل سريع، بحسب ما هو معمول في كثير من الدول، والمختبر المركزي في التشخيص الطبي لمرض الإيدز هو صاحب اليد العليا في هذا الجانب’’.