كشف مصدر رسمي أن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أوقف في اللحظات الأخيرة رسالة تحمل مكاشفات جريئة وغير مسبوقة كانت موجهة للقيادة السعودية، وأن الايقاف متعلق بمنح فرصة للتغييرات الأخيرة في قيادة القوات المشتركة. وأكد المصدر أن الرسالة تضمنت طلبا رسميا صريحا بطرد دولة الامارات العربية المتحدة من تحالف دعم الشرعية كونها تمارس العدوان الواضح على الجمهورية اليمنية وعملت طيلة السنوات الماضية من عمر التحالف على تعطيل الشرعية وإفشالها. وحملت الرسالة عتابا شديدا لقيادة المملكة التي تتغاضى عن جرائم الامارات في اليمن التي عملت بوضوح منذ الوهلة الأولى على افشال الشرعية ومنع عودتها الى العاصمة المؤقتة عدن ودعمت إنشاء وتشكيل مليشيات الانتقالي المتمردة على الدولة وهذا كله صب في مصلحة مليشيات الحوثي ومدها بأسباب البقاء. وأرفقت الرسالة بملفات متكاملة عن جرائم الامارات في اليمن منذ بدء عمليات عاصفة الحزم واعادة الامل والتي حالت دون استعادة الدولة واستهدفت أمن اليمن واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه وشكلت عصابات للقتل والاغتيالات بالاضافة الى تعطيل الموانىء والمطارات واحتلال الجزر وإيقاف العملية الاقتصادية ودعم تشكيل مليشيات مسلحة متمردة على الدولة ولا تعترف بالشرعية. وبحسب المصدر فإن الرسالة الرئاسية كانت موجهة لجلالة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وأنها كتبت بلغة قوية وحددت مكامن الخلل بوضوح وجدية واقترحت تشكيل لجنة يمنية سعودية عليا لادارة ملف حرب استعادة الدولة. وقال المصدر إن الرسالة طالبت بمراجعة الاداء طيلة السنوات الماضية ووضع حلول عملية وواقعية للاخطاء التي مورست والاخفاقات التي ارتكبت وأعاقت معركة التحرير وإنهاء الانقلاب. وشددت الرسالة على ضرورة تصحيح العلاقة بين اليمن وتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية وبما يفضي لحشد الطاقات وتوحيد الجهود لمعركة إنهاء الانقلاب بكافة صوره وأشكاله. وحذرت الرسالة من خطورة تجميد الجبهات، لافتة الى أن هذا الأمر شجع مليشيا الحوثي على سحب مليشياته من كل الجبهات والتفرغ لجبهة مارب منذ اكثر من ستة أشهر. وذكرت الرسالة وجود تنسيق كبير بين مليشيات الحوثي والانتقالي والذي ظهر بشكل جلي في الحرب الدائرة على مارب حيث فجرت مليشيات الانتقالي الوضع في ابين بالتزامن مع تكثيف مليشيات الحوثي هجومها على مارب من كافة الجبهات الممتدة من الجوف الى البيضاء في تناغم واضح ومكشوف بينهما ونكوص من قبل الانتقالي عن التزاماته بخصوص اتفاق الرياض. وبينت الرسالة أن الانتقالي يتهرب من الايفاء بالتزاماته التي نص عليها اتفاق الرياض ويلعب على عامل الوقت متوهما اجهاز الحوثي على مارب ليعلن تنصله الكامل عن الاتفاق وهو ما يؤكد فشل الانتقالي في قراءة خارطة القوة. وتتعرض الرئاسة اليمنية لضغط رسمي وشعبي هائل بخصوص تغيير قواعد اللعبة وعودة الرئاسة والحكومة الى الداخل لاستكمال تحرير بقية المحافظات واخر تلك الضغوط الرسالة التي وقعها 44 برلمانيا يطالبون بعودة قيادة الشرعية الى الداخل والغاء اتفاق استوكهولم وتحرير الحديدة.