2020/07/06
فريق الرئيس الذي يخونه

فريق الرئيس الذي يخونه

يعمل فريق الرئيس عبدربه منصور هادي على تسويق معين عبدالملك لديه وتصويره باعتباره الخيار الأنسب للمرحلة، وبكل اجتهاد يعمل هذا الفريق على صناعة هالة من الوهم حول معين وتصويره بأنه رجل التوافقات فهو مقرب من السعودية ومحظي من الامارات وعلى علاقة وطيدة بالانتقالي كما أن الاحزاب السياسية لا تختلف عليه. هذا الفريق الذي يرأسه الدكتور عبدالله العليمي مدير مكتب الرئاسة يعمل على تسويق المغالطات وإقناع الرئيس بها، إنه يجمل الزيف ويقدم المغالطات على شكل نصائح مغلفة بالحرص على الرئيس وعلى اليمن. لقد تمكن العليمي من إحكام الطوق حول الرئيس واستحوذ على كل حواسه وأصبح يوظف ثقة الرئيس فيه لخدمة أجندته الخاصة ومصالحه أيضا. يهتم العليمي بمشروعه الخاص، ويستغل منصبه الى اقصى حد لمراكمة الثروة وتجميع الأموال، وإقامة شراكات واسعة داخل مؤسسة الشرعية، ومع مرور الوقت تحول الى الاحتراف في صناعة اللوبيات وجماعات الضغط ليس على الرئيس فحسب بل على الاحزاب وحتى على تحالف دعم الشرعية. يستثمر عبدالله العليمي في معين عبدالملك الذي جعله مجرد أراجوز بيده ولذا يحرص الأول على إعادة تدوير الاخير في رئاسة الوزراء مجددا حتى لو اضطر الى الكذب والتدليس على الرئيس هادي. العليمي ونائبه ومعه شلة من رجالات الرئيس الذين يثق بهم يشكلون حائط صد يحجب عن الرئيس الحقيقة، لقد نجحوا في إقناع الرئيس بأنهم عينيه وأذنيه وبالتالي شكلوا سقوف لا تسمح بتمرير الا ما يخدم مصالحهم التي يصورونها انها مصلحة الرئيس ومصلحة الوطن. عندما يتحول رجل الدولة الى تاجر فأقرأ عليه الفاتحة، وعندما يتحول المال العام والموقع العام الى منصة للاثراء فأهل على القيم والمبادئ التراب، وهذا حال فريق الرئيس الذين تطاول عليهم الزمان وأغراهم حلم وثقة الرئيس. يرفض الدكتور العليمي تفعيل مؤسسة الرئاسة ويعمل بكل ما أوتي من قوة على تعطيل الدوائر والعمل بمجموعة مغلقة تمكنه من إحكام القبضة على أهم مؤسسة في البلد، وبالمثل يتحكم العليمي  برئيس الحكومة وبالأجهزة المهمة في جسد الدولة ويمسك بخيوط التأثير والقرار وبما يجعله الرجل الأول في الدولة. لقد تحول بمرور الوقت وتراكم الصلاحيات في يده الرقم الأصعب فالكل يخطب وده ويتمنى الاقتراب منه ولذا يدور الوزرا حوله أكثر من حرصهم على الاقتراب من الرئيس. يجيد عبدالله لعب أكثر من دور والقفز على كل الحبال لدرجة جعلته يتمكن من عقل الرئيس وقلبه، إنه يحكم الخناق عليه، ويقوده الى حتفه. قد يكون معين مطواع بيد العليمي لكنه لن يكون أبدا مخلصا للرئيس ولا حاملا للقضية اليمنية، هو شخص بلا لون ولا طعم ولا رائحة، رجل زئبقي يتشكل بحسب الظروف ويحضر في كل مكان لكنه يغيب عن تحضر مصلحة اليمن لأن الرعاة والممولين ليسوا في وادي اليمن وإنما في وادي مطامعهم. إن أكبر خيانة للرئيس هي تمكين معين مجددا من رأس الحكومة، وسيكتشف الرئيس يوما أن  خالد بحاح ارحم من معين الف مرة.

تم طباعة هذه الخبر من موقع وطن الغد https://watanalghad.com - رابط الخبر: https://watanalghad.com/news6213.html