كتب : رمزي المفلحي
يحاول القيادي الاصلاحي نايف البكري التشبث بموقعه في الحكومة بكل السبل، ولذا يبدو متهافتا، وهو ما يفسر محاولته صنع بربجندا اعلامية من لقائه مؤخرا مع السفير السعودي آل جابر الذي يلتقي يوميا بالعديد من الوزراء والشخصيات السياسية والاجتماعية بصورة اعتيادية. مركب النقص لدى نايف يجعله يصور اللقاء العادي وكأنه أمرا خارقا وصك عبور نحو التشكيلة القادمة للحكومة الجاري تدوال اسماء رئيسها واعضاءها. ليس هذا وحسب فما لا يعرفه الكثير هو أن محاولاته المتكررة لم تتوقف للتودد للإمارات التي شطبت اسمه منذ البدايه وترفض تواجده في عدن، وتتهمه بالعمل لصالح أجندة خارجية منتهكة لدور التحالف في اليمن، وإدارة عملية اغتيال احد ضباطها الذي كان متنكرا بزي الهلال الأحمر في عدن من خلال قيادات في الانتقالي تربطه بهم علاقه مناطقية ومصالح من ايام قيادته لمجلس مقاومة عدن عقب التحرير. فشل نايف في ادارة ملف عدن بعد التحرير ولم تستقر الاوضاع وكان الفساد سيد الموقف في كل مفاصل المحافظة الادارية وجرت صفقات فساد كبيرة في عهده وهو ما قاد الى الإطاحة به. أحد أوجه الفساد التي تلاحق الإصلاحي نايف علاقته القوية بعبدالسلام حميد رئيس ما يسمى باللجنة الاقتصادية للمجلس الانتقالي والتي تكونت مذ كان الأخير مديرا لشركة النفط في محافظة عدن عقب التحرير، ويدور الحديث عن قيامهم بغسيل اموال لفاسدين في الشرعية والانتقالي، وهذا يفسر الأبناء التي تحدثت عن قيامه بالسطو على كميات كبيرة من النفط في عدن بإسم المقاومة وبيعها في السوق السوداء بواسطة عبدالسلام حميد الذي كان مديرا لشركة النفط آنذاك. الأمر المؤكد أن نايف يحاول اختراق الانتقالي والتشبيك مع الامارات لصالح حزبه من خلال عدة مستويات فعلاقة الفساد التي تجمعه بعبد السلام حميد هي إحدى المحاولات التي تتم في ذات السياق. المستوى الآخر وتر المناطقية التي يعزف عليه نايف، وهذا سر تقديم يافعيته على انتمائه الحزبي لدى قيادات الانتقالي المنتمية الى يافع، فهو على اتصال دائم مع عدد من قيادات الانتقالي من يافع وعلى رأسهم عبدالرحمن شيخ القيادي في الانتقالي والذي كان له دور بارز إبان إنقلاب عدن ويتواجد حاليا في الرياض، حيث يستنهض فيهم المناطقية ويقدم نفسه لهم من خلالها، وتأتي هذه العلاقة ضمن سياق محاولات الاختراق الدائمة والدؤوبة التي يجريها نايف لصالح الاصلاح، ولتحقيق ذلك يعمل على صناعة وهم ارتباطه بناصر عبد ربه نجل الرئيس هادي وقائد ألوية الحمايه الرئاسية، وانه يستطيع التأثير عليه وانتزاع مكاسب سلطوية لصالح هذه القيادات في إطار تبادل المنافع. وفي الوقت الذي يعمل فيه نايف لتحقيق مكاسب حزبية يعمل أيضا لتحقيق مكاسب شخصية ولا تعارض بين الأمرين، ولذا يحتفظ بعلاقة وثيقة مع معين عبدالملك رئيس الوزراء حتى يضمن مقعده في حال تم تكليف الأخير بتشكيل الحكومة مجددا. إذن فالعلاقات التي ينسجها الاصلاحي البكري مع قيادات في الانتقالي عبر صفقات الفساد أو عبر إذكاء روح المناطقية هي في إطار خطة ينفذها نايف لاحداث عملية اختراق للانتقالي وبالتالي الوصول عبرهم للامارات للعمل لصالح حزبه وضمان بقاءه وزيرا. قد ينجح نايف في احداث اختراق جزئي لصالح حزبه وقد يوظف هذه العلاقات في الحصول على مكاسب حزبية لكنه سيفشل في الاحتفاظ بحقيبته الحكومية في التشكيلة القادمة فالمعلومات تؤكد ذلك، كما أن اتفاق الرياض ينص على أداء الحكومة لليمين الدستورية في قصر معاشيق بالعاصمة المؤقته عدن ونايف غير مسموح له بالتواجد في عدن. يحاول نايف اللعب على كل الحبال والإمساك بكل الخيوط، فهو يافعي عند اصحاب يافع، وجنوبي عند قيادات الانتقالي، وحراكي مع الحراك، ومستقل مع السعودية، ويتودد لفتح خط ساخن مع الامارات، وفوق هذا وذاك هو إصلاحي عند الإصلاح وهذا هو الارتباط والانتماء الحقيقي له.