بالرغم من مرور تسع أيام على ظهور أعراض فيروس كورونا في المصاب الذي أعلنت السلطات المحلية في مدينة الشحر إصابته بالفيروس، إلا أنه لم تظهر الأعراض على أي شخص آخر، على الرغم من أن الذين خالطوه بالمئات وفق ما قال مكتب الصحة بحضرموت.
بداية ظهور الإصابة
يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، ظهرت أعراض فيروس كورونا على رجل ستيني مسؤول بميناء الشحر، وهو يتلقى العلاج في مستوصف التيسير الطبي الخاص في المدينة، ويعاني من أمراض قلب وتصلب شرايين، ويوم الخميس الماضي تم تحويله لمستشفى الشحر العام، وإجراء فحوصات طبية عليه من خلال جهاز ( PCR ) الخاص بفحص فيروس كورونا.
تم إجراء أربعة فحوصات على المريض، وكلها أظهرت نتائج إيجابية، أي أن المريض مصاب بفيروس كورونا.
وفجر الجمعة أعلنت السلطات المحلية بحضرموت عن أول إصابة بفيروس كورنا في اليمن بمدينة الشحر، ثم أكدت وزارة الصحة اليمنية ذلك الخبر ظهر الجمعة، ويوم السبت أكدت منظمة الصحة العالمية الإصابة.
تناقضات
يوم الجمعة الماضية بعد أن أعلنت السلطات المحلية بحضرموت عن إصابة أول يمني بفيروس كورونا في مدينة الشحر، فرضت حظر تجوال شامل لمدة 24 ساعة في مدن الساحل، وأغلقت مدينة الشحر بشكل كامل مع المدن الشرقية لحضرموت، كما أغلقت شبوة والمهرة المنافذ مع حضرموت لمدة 48 ساعة.
ويوم الأحد الماضي أعلن مكتب الصحة بحضرموت أن الذين خالطوا المريض يصل عددهم إلى 300 شخص، لكن الغريب أن السلطات المحلية بحضرموت رفعت الحظر الكامل عن مدينة الشحر وبقية مدن الساحل، وسمحت للناس بممارسة الحياة الطبيعية في نهار مدينة الشحر، وأقرت أن يكون حظر التجوال من الساعة السادسة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحاً في الشحر وبقية مناطق حضرموت.
وقبل يومين أعلن مكتب الصحة بحضرموت أنهم أجروا فحوصات طبية على شخصين من المقربين للمريض، وأظهرت الفحوصات نتائج سلبية - أي أن الشخصين غير مصابين بالمرض -.
واليوم الأربعاء هو اليوم التاسع لظهور الأعراض على المريض، ومع ذلك لم تظهر أي حالة جديدة مصابة بالفيروس مع أن من خالط المريض كثر.
وزيادة على هذا أعلنت السلطات الصحية بحضرموت قبل يومين أن حالة المريض بدأت بالتحسن بشكل كبير، مع أنها لم تمضي 14 يوم وهي فترة ظهور أعراض المرض، ناهيكم عن فترة ذروته.
جهاز الفحص أعطى نتيجة خاطئة
يقول أحد الدكاترة المختصين "للخبر بوست" أن جهاز ( PCR ) الخاص بفحص فيروس كورونا قد يعطي نتيجة خاطئة عند الفحص، فعند فحص رجل سليم قد يعطي الجهاز نتيجة إيجابية، أي أن المريض مصاب بفيروس كورونا مع أنه سليم.
وهذا الإحتمال يصل إلى نسبة 5٪، وحدث في عدة دول، ولأن جهاز الفحص الذي أجرت السلطات الصحية في حضرموت من خلاله الفحص على المريض في مدينة الشحر واحد، أظهر نفس النتائج أربع مرات، فهناك احتمالية كبيرة لأن يكون الجهاز أعطى نتيجة خاطئة.
ولعل المؤشرات المتمثلة في رفع الحظر عن مدينة الشحر، وعدم وجود مصابين بفيروس كورونا مع مرور أيام طويلة على المريض قد تشير إلى أن جهاز الفحص أخطأ في النتيجة.
إضافة إلى أن وفد منظمة الصحة العالمية زار المكلا، وعاين الحالة المصابة بفيروس كورونا، وقام بأخذ عينة من الحالة وإرسالها إلى الإمارات لإجراء الفحوصات عليها للتأكد بشكل إضافي، ولم تنشر نتائج تلك الفحوصات إلى هذه اللحظات!
ويبقى السؤال المفعم بالأمل ماذا لو أن جهاز الفحص أعطى نتائج إيجابية، لفحص المريض بشكل خاطئ - وهو أمر وارد-؟