الصحابي الجليل كعب بن مالك، عمرو القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة، الأنصاري الخزرجي العقبي الأحدي، كان يكنى في الجاهلية بأبي بشير، شهد بيعة العقبة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وآخى النبي بينه وبين طلحة بن عبيد الله بعد الهجرة، وقيل آخى بينه وبينه الزبير، روى ابن مالك عن النبي ثلاثين حديثا، انفرد منها البخاري بحديث واحد، والإمام مسلم بحديثين.
تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك اشتهر عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- تخلفه عن غزوة تبوك العسيرة الشديدة، حتى ذكر الله -تعالى- بعض أخبارها وأخبار المسلمين ومن تخلف عنهم في القرآن الكريم، وبالرغم من أن كعب شهد البيعة مع النبي، وتخلف عن بدر ولم يعاتبه النبي، إلا أنه شهد أحدا والمشاهد مع النبي، ثم تخلف عن تبوك دون عذر ويذكر أن كعب كان قويا يوم تبوك، مقتدرا قد امتلك راحلتين لا واحدة، إلا أنه قعد عن القتال مع رسول الله، ومال إلى الراحة والركون، وقد عاتبه النبي عليه السلام، وذكره الله -تعالى- في القرآن الكريم، وختم بتوبته عليه؛ لصدقه في قول الحق أمام النبي عليه السلام، قال الله تعالى: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم).
وفاة كعب بن مالك توفي كعب -رضي الله عنه- زمن خلافة معاوية، سنة خمسين للهجرة، وقيل السنة الثالثة والخمسين، وكان عمره سبعة وسبعين، وكان قد فقد بصره قبيل وفاته -رضي الله عنه-.