قال رسول الله صل الله عليه وسلم : لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يتسافَدوا في الطَّريقِ تسافُدَ الحميرِ . قلتُ إنَّ ذلِكَ لكائِنٌ ؟ قال : نعَم ليَكونَنَّ الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة الصفحة أو الرقم: 652 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرح الحديث في هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما يَكونُ مِن حالِ النَّاسِ في آخِرِ الزَّمانِ مِن نقصٍ في الدِّينِ والأخلاقِ وتبدُّلِ المعاني، فيروي عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ رضِيَ اللهُ عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال:
“لا تقومُ السَّاعةُ”، أي: مِن علاماتِ قُربِ يومِ القيامةِ، “حتَّى يتسافَدوا”، أي: النَّاسُ، “في الطَّريقِ تسافُدَ الحَميرِ”، أي: يَزْنون ويرتكِبون الفاحشةَ في الطَّريقِ دُون حياءٍ ولا سِترٍ مِثلَ الحَميرِ، فسَأَلَ ابنُ عمرٍو النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُتعجِّبًا:
“إنَّ ذلك لكائِنٌ؟” كأنَّه استحال في ظنِّه أن يقعَ ذلك مِن البشرِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “نَعَمْ ليكونَنَّ”، أي: إنَّ هذا سيقع حقيقةً، وهذا مِن قلَّةِ الإيمانِ، واستِحْكامِ الجَهلِ، ورَفْعِ العِلمِ، ومَوتِ العُلماءِ في ذلك الوقتِ؛ بحيثُ لا يَبقى إلَّا الجَهلُ الصِّرفُ، والضلالُ المبينُ، ولا يَمنَعُ مِن ذلك وجودُ طائفةٍ مِن أهلِ العِلْمِ والإيمانِ؛ لأنَّهم يَكونون حينَئذٍ مَغمورينَ في أولئكَ. وفي الحديثِ: علَمٌ مِن أعلامِ النُّبوَّةِ.
اذا أتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم