2020/03/02
هكذا قتل عبدالملك الحوثي 12 شيخاً قبلياً مهد له إسقاط الدولة .. تفاصيل هامة

قام الحوثيون بتصفية واختطاف وتدمير منازل 22 من المشائخ المتواطئين.

أقدمت على اختطاف أربعة من المشائخ أحدهم عينته محافظاً لمحافظة للحديدة.

اقتحمت المليشيا منازل اثنين من المشائخ أحدهم وزيراً في دولتهم الإنقلابية.

لم يكن شيوخ القبائل الذين ساندوا عبدالملك الحوثي ومليشياته للانقلاب على الدولة وضرب القوى المعارضة لمشروعها يدركون أنهم سيتحولون إلى هدف لمن وقفوا إلى جانبهم، وأن حياتهم وممتلكاتهم وكرامتهم باتت مطلباً حوثياً لا رجعة عنه، بعد كل التضحيات والخدمات التي سبق وأن قدموها خلال مرحلة إسقاط الدولة. لقد تحول 2019 إلى عام تصفية المشائخ الذين ساندوا المليشيا في الإنقلاب، ومطاردتهم واختطافهم وتفجير منازلهم، حيث رصد موقع "الثورة نت" قيام مليشيا الحوثي بتصفية واختطاف ومداهمة وتدمير منازل 22 من مشائخ القبائل، موزعة على 12 جريمة تصفية، وخمس عمليات اختطاف، وتفجير ثلاثة منازل، ومداهمة منزلين. 

قتل مباشر

وكان الشيخ القبلي البارز أحمد سالم السكني، أحد أهداف المليشيات الحوثية في 2019، حيث قتل برصاص مشرف المليشيات الحوثية على منطقة صرف بصنعاء المدعو أبو ناجي الماربي، الذي تعمّد إهانة الشيخ السكني قبل أن يطلق عليه الرصاص المباشر ليرديه قتيلاً مطلع أبريل 2019. وأثارت الطريقة التي قُتل بها السكني على يد المليشيات، غضباً واسعاً في الأوساط الشعبية والقبلية، تداعت على إثرها قبائل صنعاء وعمران، في اعتصامات ووقفات احتجاجية منددة بالجريمة، ومطالبة بتسليم المجرم وتقديمه للعدالة، إذ كان يحظى الشيخ السكني بحضور قبلي واسع. ورغم حالة الاحتجاج والغضب التي شكلها مقتل السكني للمطالبة بالقاتل الذي يحظى بحماية المليشيات الحوثية، إلا أن أنها تملصت عن تسليمه لتصل بعد ذلك إلى رفض التسليم، مهددة المشاركين في الإعتصامات بالزج بهم في المعتقلات وقمعهم بالقوة. وفي 26 مايو 2019 أقدم مشرف المليشيات الحوثية في مديرية الحشاء بمحافظة الضالع ويكنى "أبو عماد" المقرب من زعيم المليشيات على تصفية قيادي موالي لها يدعى زيد جزيلان البرطي، إثر خلافات حول تولي منصب مدير المديرية، وتبادل اتهامات بشأن الاستحواذ على ما تم نهبه من الممتلكات العامة والخاصة. وفي يونيو 2019 أقدمت عناصر حوثية مسلّحة على قتل وكيل محافظة إب المعين من قبل المليشيات، وأحد وجهاء المحافظة الذين سهلوا لها السيطرة على المحافظة ويدعى إسماعيل سفيان، بعد دخوله في خلافات مع قيادات حوثية انتهت بمقتله وإصابة عدد من مرافقيه. 

 الشهر الأسوأ

ومثل شهر يوليو من العام 2019 الشهر الأكثر وحشية على مشائخ القبائل في مناطق سيطرة المليشيات حيث أقدمت خلال هذا الشهر على قتل ستة من المشائخ والوجاهات الإجتماعية كان على رأسهم الشيخ سلطان محمد الوروري (37 عاماً) - مهندس إسقاط عمران وإسقاط اللواء 310 بقيادة الشهيد حميد القشيبي- والذي قتل بطريقة غادرة على يد خمسة من مسلحي مليشيات الحوثية، أحدهم من محافظة صعدة، وأربعة أخرين من محافظة عمران. وبحسب رواية مقربين فقد قام الحوثيون باستدراج الشيخ الوروري، من منزله الكائن بإحدى قرى مديرية قفلة عذر بعمران إلى مكان خارج القرية، وهناك قاموا بتصفيته ورميه جثة هامدة على قارعة الطريق، ولم يعرف أحد عنه شيئًا إلا صباح اليوم التالي حينما وُجد مقتولاً وقد نهبت سيارته، وجنبيته، ومسدسه الشخصي، وتلفونه والنقود التي كانت معه. وجاءت تصفية الشيخ الوروري، وفقاً لرواية المقربين، على خلفية قيامه بالتوسط في قضية أحد أبناء منطقته، الأمر الذي أغضب المليشيات الحوثية ودفعها لتصفيته ليكون عبرة لكل من يحاول التعاطف مع أي شخص تعتقله أو تقرر استهدافه. ويعد الوروري، أحد الوجاهات القبلية البارزة الذين أعلنوا ولائهم للمليشيات الحوثية منذ وقت مبكر، وقاتل إلى جانبها في حروب صعدة الست ضد الدولة بين عامي (2004م - 2009م) ، وشارك فعلياً في الهجوم على اللواء 310 وقائده العميد حميد القشيبي في يوليو 2014م، كما شارك معها في العديد من الجبهات في الجوف ومأرب والحديدة.

الغدر القاتل

وتنوعت طرق الحوثيين في تصفية حلفائهم، إلا أن أبرزها هو القتل بطريقة غادرة ومهينة بغرض بث الرعب في أوساط السكان والشيوخ الآخرين الموالين لها، وهو المصير الذي لاقاه الشيخ محمد المطري، المكني "أبو سراج"، أحد مشايخ بني مطر غرب صنعاء. فبينما كان الشيخ محمد المطري، يوم 14 يوليو 2019، في منزله بصنعاء، قدم إليه أحد مشائخ محافظة صعدة يكنى “أبو الزهراء“ أحد المقربين من زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، وحينها اشتبكا بالأيدي، قبل أن يتدخل المرافق الشخصي للقيادي "أبو الزهراء" ويطلق على "المطري" وابلًا من الرصاص ويرديه قتيلًا، وفقاً لمصادر محلية.  ويعد الشيخ المطري، ممن قاتلوا إلى جانب المليشيات الحوثية أثناء اقتحامها العاصمة صنعاء أواخر 2014، ليصبح أحد قياداتها البارزين بعد أن كلّفته بالعمل ضمن استخباراتها. ومنتصف يوليو 2019، قتل الشيخ جلال محسن منصور- أحد الموالين للمليشيات- وأصيب آخرون من مسلحي الحوثي في محافظة إب، نتيجة خلافات بينه وبين قيادات حوثية قدمت من محافظة صعدة، ممن يسمون أنفسهم بالمشرفين الأمنيين.

القتل بالوكالة

ورغم العدد الكبير من جرائم القتل التي ارتكبتها مليشيات الحوثي بمناطق سيطرتها خلال 2019، إلا أن أغربها هو التخلص من شيخ قبلي بشيخ قبلي آخر، وهو ما حدث لكل من الشيخ محمد الشتوي والشيخ مجاهد قشيرة نهاية يوليو 2019 بعد افتعال مشاكل بينهما قادت لقيام قشيرة بقتل الشتوي، لتصبح جريمة قتل الشتوي ذريعة للتخلص من الشيخ قشيرة. والشيخ "محمد الشتوي" هو أحد وجهاء مديرية سفيان بمحافظة عمران، ومن أبرز الموالين للمليشيات الحوثية، في حين ينتمي الشيخ "مجاهد قايد قشيرة الغولي" إلى مديرية القفلة بذات المحافظة وهو أحد الوجاهات القبلية المتحالفة مع الحوثيين. وفي ذات الأحداث التي اندلعت على خلفية هذه القضية قتل شقيق الشيخ محمد الشتوي، ويدعى هادي الشتوي، وثلاثة آخرين خلال الحملة التي قادتها المليشيا لتصفية الشيخ مجاهد قشيرة، وجميع هؤلاء الضحايا هم ممن ساندوا المليشيا الحوثية لإسقاط عمران، وإسقاط العاصمة صنعاء، وشاركوا في إجهاض انتفاضة 2 ديسمبر 2017 التي انتهت بتصفية الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" على يد الحوثيين. ولم تتوقف المليشيا الحوثية عند قتل "قشيرة" بل أقدمت على سحله بعد مقتله والتمثيل بجثته في مديرية ريدة، والتنكيل بعدد من أفراد أسرته، وتفجير منزله، وإمعاناً في الإهانة والإذلال تعمّدت توثيق وتصوير عملية التمثيل والسحل وتوجيه الشتائم للجثة، وترديد الصرخة الطائفية، قبل أن تنشر المقاطع المسجلة، على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها انتصاراً كبيراً يوجب الاحتفال.

تم طباعة هذه الخبر من موقع وطن الغد https://watanalghad.com - رابط الخبر: https://watanalghad.com/news2118.html