2020/03/01
الوحشية والعنصرية والاجرام الذي تقوم به "مليشيا الانتقالى" بحق المواطنين الشماليين (تفاصيل+صوره)

كشف مواطنون من أبناء المحافظات الشمالية تم ترحيلهم من العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، عن انتهاكات واعتداءات جسدية ترتكبها مليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتيا-  قبل ترحيلهم، خلال الأيام القليلة الماضية.

 

وبحسب المواطنين، فإن عناصر الانتقالي تقوم بحملة ترحيل باعة ومتجولين وعمال، ممن ينتمون للمحافظات الشمالية حيث تحتجزهم في مناطق خارج عدن بطريقة غير انسانية، ويتعرضون لمعاملة سيئة.

 

وتابع "بعد ذلك طلب منا بطائقنا الشخصية.. أعطيناه البطائق ثم ذهب على ما يبدو إلى المسؤول الأعلى منه الذي كان يقبع في داخل أحد الأطقم الواقفة على جانب الطريق، لحظات بسيطة حتى عاد وطلب من زميلنا السائق ركن السيار جانبا ثم طلب منا النزول من السيارة".

 

وأردف "نزلنا من السيارة ماعدا زميلنا صاحب السيارة، حيث شفع له أنه من أبناء عدن.. بعدها طلب منا الانضمام إلى عدد كبير من الأشخاص الذين تم حجزهم جوار أحد الهناجر الكبيرة على الطريق، بعد مرور فترة بسيطة عرفنا أن هؤلاء الأشخاص هم من العمال والتجار والموظفين الوافدين من مدن شمالية".

 

واستدرك "كانت أعمارهم مختلفة فتجد الشاب الصغير والكهل الستيني والسبعيني، كان واضح على هيئة الكثير منهم أنهم في ملابس النوم، بل أن البعض منهم لا يلبس حذاء"، مضيفا "كان يقف عدد من المليشيات حول المحتجزين بلباس عسكري مصوبين رشاشاتهم باتجاه رؤوس المحتجزين"، لافتا إلى أن هؤلاء الجنود يتبعون المجلس الانتقالي من خلال العلم الذي على البزة العسكرية.

 

  فكان بعضهم كاشفا وجهه والبعض الآخر ملثم.. سألت أحد القاعدين جواري منذ متى وأنتم هنا.. أجاب منذ الحادية عشر والنصف مساء. وعند الاحتجاز أشار القاضي إلى أن عددا آخر من المواطنين المحتجزين بدأت تأتي من اتجاه دار سعد على متن شاحنات صغيرة، ثم يفرغونها بضمهم إلينا".

 

 يصف القاضي منظر انزال المحتجزين من الشاحنات بـ "المخجل" لمن لديه ذرة من انسانية، -حسب قوله- حيث يرافق انزالهم من الشاحنات بأشد أنواع السب والضرب بواسطة "سير" عسكري بأيدي الجلادين بالإضافة إلى الركل.

 

يسرد الصعفاني على لسان القاضي بالقول "لم يراعوا حتى كبار السن، لم يتذكروا أنهم في سن آبائهم ممن جلبوهم، لم تشفع لهم كبر سنهم ولا قواهم الخائرة التي لم تمكنهم من الهبوط من الشاحنات الا بشق الأنفس".

 

وقال "بعد مرور ما يقارب الساعة سمعت في الطرف الآخر صوت ضرب السير ينهال على ظهور ورؤوس المحتجزين، نظرنا جميعنا ناحية الصوت، حينها خاف المحتجزون وبدأوا بالنهوض لتحاشي ما يحدث، حينها بدأ العساكر بالسب والشتم واللعن والتهديد بالقتل والسحل، ثم بدأ بعض العساكر بإطلاق الرصاص الحي في الهواء أو إلى الأرض، فاندفع المحتجزون للهرب خوفا من الرصاص إلى شارع فرعي مظلم، ازداد حينها العساكر بإطلاق الرصاص الكثيف جدا من أسلحة الكلاشنكوف المختلفة العيار، مع اطلاق قنبلة صوتيه شديدة الانفجار".

 

يضيف القاضي وهو أحد المحتجزين "حينها تسمرت في مكاني بعد محاولة تحاشي اندفاع المحتجزين، كنت انظر لعناصر الانتقالي وهم يطلقون الرصاص إلى الأرض، كنت أسمع أصوات الاستنجاد بالله تتعالى".

 

ويواصل القاضي حديثه بالقول "بعدها تم مطاردة المحتجزين الذين هربوا إلى الشوارع المجاورة، وتم تجميعهم من جديد مع إطلاق عبارات السب البذيئة والكلمات العنصرية ، ثم بدأوا بإهانة من أعادوهم، ضرب على الوجه وركل على مختلف انحاء الجسم وبعض العساكر يضرب بحزام عسكري غليظ، ضربوا أمامي رجال شابت رؤوسهم"، مضيفا "لم يسمحوا لنا بشربة ماء".

 

يتابع "بعد دقائق رأيت الجنود على بعد أمتار ينهالون ضربا على شاب مع إطلاق كلمات السب البذيئة، لم أدري ما سبب ذلك، أصبت بالصدمة من هول الموقف، بدأ الشاب بالصراخ العالي مستنجدا بأمه ( يا ماه . يا ماه.) كان صوته يدوي وهم مستمرون بالضرب، بعد برهة خبا صوت ذلك الشاب.

 

وذكر أنه عند قرب الفجر أحضروا شاحنات كبيرة نوع فولفو، تستخدم في نقل النيس والكري، ويبدو أنهم اختاروها بعناية فائقة، فحمولتها غير مرئية من أي ناحية، وارتفاع مكان التحميل يصل الى مترين او أكثر قليلا، أي حين تشحن فيها الافراد وتمر بهم في الشوارع، لا يستطيع أحد معرفة ما بداخلها.

 

ويمضي القاضي  في حديثه قائلا "بدأوا بتنظيمنا في طوابير، مع إطلاق كلمات السب والشتم البذيئة. وضرب بعض المحتجزين الذين يتأخرون عن تنفيذ الأوامر".

 

وقال "أمروا المحتجزين بالصعود إلى الشاحنات، وكانت عملية الصعود صعبة جدا ولا يقوى عليها الا الشباب، لأن المطلوب صعود الشاحنة من الجنب، رأيت بعض الشباب يساعدون بعض كبار السن على الصعود ورأيت بعض كبار السن يصعد ثم يسقط، فيأتي عسكري ويوجه له الاهانات دون مراعاة لكبر سنه أو لشعره الأبيض الذي يملأ رأسه".

 

وسرد المحتجز تفاصيل الصعود للشاحنة بالقول "من المواقف التي صادفتني عند صعودي على الشاحنة رجل كبير في السن بعد أن ساعده أحد الشباب على الصعود، بدأ يتوسل إلى العساكر بأن يمدوا له بأدواته التي تركها على الأرض، كانت أدواته عبارة عن كريك(مجرفة) يستخدمها في عمله وشوالة لا أدري ما بداخلها، ربما ما تبقى من ثيابه.

 

كانت عيونه مغرورقة بالدموع، ويتوسلهم بكلمات تدمي القلب، واضح أن تلك الأدوات بالنسبة إليه كانت هي كل ثروته، ظل يصيح ويتوسل ولكن دون جدوى.. فاستسلم".

 

وقال "ظلت مليشيات الانتقالي تكدس الشاحنات بالمحتجزين حتى بدأنا نشعر بالضيق والازدحام وبدأ البعض يصيح ...كفاية ...كفاية. صعد أحدهم لينظر ثم أخبر قائده بأن الشاحنة أصبحت مليئة، ليرد عليه (لا.. رصهم زي الدجاج).

 

وبدأوا بإضافة المزيد من الأفرد". وأوضح "بعدها انطلقت الشاحنات متجهة شمالا، وكان وضعنا فيها صعب للغاية ..فنحن لا نشاهد سوى السماء نظرا لارتفاع جوانب الشاحنة، وبدأ البعض يشكو من التنفس ومن الضغط الشديد خصوصا عندما يدوس السائق على الفرامل.

 

حيث كان يندفع الجميع إلى الأمام مما يسبب ضغطا هائلا، وبدأ بعض الشباب بمساعدة كبار السن على الوقوف وذلك بإسنادهم".

 

يقول القاضي "بدأت أسأل بعض من هم بجواري عن كيفية تجميعهم، فأجابوني بعضهم، بأنهم كانوا نائمين في اللوكندة وتم مداهمتهم واخراجهم بالقوة دون السماح لهم بأخذ أغراضهم الشخصية والبعض الآخر من الشوارع وتركوا سياراتهم، وآخرين تم أخذهم من الفنادق".

 

ولفت إلى أنه بعد ما يقارب نصف ساعة توقفت الشاحنات، وبدأوا بالنزول.. فعرفوا أنهم في منطقة صحراوية بعد نقطة الحديد باتجاه طور الباحة.

 

وقال "بدأ مسلحي المليشيات بإطلاق كلمات السب البذيئة وأمرونا بالجلوس وفتح شفرة التلفون، ليتأكدوا من خلوها من الصور التي توثق أعمالهم الدنيئة، وبدأوا بركل شخص في وجهه وضرب بالأحزمة على مختلف جسده، ثم اقتادوه وربطوا يديه بواسطة شال (غترة) وربطوه إلى سيارة.. ثم بدأت السيارة بالتحرك وبدأ الشاب يجري ورائها لتفادي عملية سحله على الأرض، وعندما أنهار الشاب وبدأ جسده يسقط توقفت السيارة".

 

"بدأ بعدها أحدهم يبدو أنه قائد المجموعة بتوجيه النصيحة لنا بعدم العودة إلى عن والتزام مناطقنا وأنهم سوف يذبحون أي شخص سيعود إلى عدن"، وفقا للمحتجز القاضي.

 

وقال "طلبنا منهم بطائقنا الشخصية فرفضوا رفضا مطلقا وهي بحوزتهم إلى هذه اللحظة". وختم المحتجز حديثه بالقول "بعدها أمرونا بالاتجاه نحو الصحراء ومنعونا من السير على الطريق الإسفلتي أو بجواره.

 

وبعد أن شاهدناهم يعودون إلى الخلف عدنا للسير على الطريق باتجاه طور الباحة". وتستمر حملة التهجير القسري والاعتداءات والترحيل والممارسات ضد أبناء الشمال المتواجدين في العاصمة المؤقتة عدن. وفي أغسطس/ آب من العام الماضي، نفذت مليشيات الانتقالي حملة ملاحقة وترحيل لمواطنين من أبناء الشمال من عمال وباعة ومتجولين، ونهبت محلاتهم ومملكاتهم في سلوك إرهابي انفصالي عنصري مناطقي مقيت خارج عن الوعي وعن الأخلاق والمسئولية الوطنية.

تم طباعة هذه الخبر من موقع وطن الغد https://watanalghad.com - رابط الخبر: https://watanalghad.com/news1976.html