2021/02/25
مليشيا الحوثي تتخلص من إرث الرئيس علي صالح عبر مايسمى بـ " جهاز الأمن الوقائي" التابع لها .. تفاصيل

يبدو أن مليشيات الحوثيين تعمل على تصفية وإنهاء إرث الرئيس السابق علي عبد الله صالح تماما، من خلال التصفيات والاغتيالات التي تطال مشايخ القبائل والشخصيات الاجتماعية التي كانت موالية لعلي صالح، وكان استقبالهم للحوثيين في مناطقهم وتسليمها لهم وتسهيل انقلابهم مليشياتهم على السلطة الشرعية يتم بتوجيهات من علي صالح، الذي تحالف مع الحوثيين حينها، وسلمهم نفوذه القبلي ودولته العميقة والتشكيلات العسكرية الموالية لها ومخازن السلاح التي كان يسيطر عليها.

وبعد مقتل علي صالح، اتخذت الصراعات بين أجنحة المليشيات من مشايخ القبائل -الذين قدموا لها خدمات كبيرة في بداية الانقلاب وتصفهم السلالة بالزننابيل- وقودا لها، وذلك بعد أن شكلت المليشيات ما يسمى "جهاز الأمن الوقائي" كحارس على نفوذ عائلة آل الحوثي داخل المليشيات، والذي أقدم على تصفية العديد من قيادات الجماعة المعروفين بـ"المشرفين"، وأغلبهم ممن كانوا من أتباع الرئيس السابق علي صالح، علما بأنه تم تصفية العديد من القادة والضباط ممن كانوا ينتمون لما كان يعرف بالحرس الجمهوري في بعض جبهات القتال، والادعاء بأنهم قتلوا في المعارك.

لم تتورع مليشيات الحوثيين عن ممارسة أبشع أساليب القتل والسحل والتنكيل بحق حلفائها القبليين وقادتها السابقين ممن قدموا لها خدمات كبيرة منذ بدء الانقلاب، ففي حين يقوم ما يسمى "جهاز الأمن الوقائي" باعتقالات وتصفيات ميدانية ومحاكمات بحق عدد ممن يطلق عليهم "المشرفين"، فإن أي مشرف أو شيخ قبلي أو ضابط عسكري يقاوم مثل تلك الإجراءات فإن مصيره القتل والسحل والتشويه والتمثيل بجثته وتصوير ذلك فيديو ونشره أمام الرأي العام، في مسعى لبث الرعب وإثارة المخاوف في أوساط أتباع وقادة المليشيات الذين يدعي البعض أنهم يسعون لتحقيق مكاسب خاصة وجناية الأموال بدون أن يحشدوا مقاتلين في صفوف المليشيات، ويطلق عليهم صفة "منافقين".

كما أن العديد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية في محافظة عمران، خاصة ممن تعاونوا مع الحوثيين في السيطرة على محافظة عمران واقتحام اللواء 310، ثم الحشد لصالح الحوثيين قبيل دخولهم العاصمة صنعاء، كان مصيرهم القتل أو الوفاة الغامضة أو الاعتداء والإهانات. وهناك مشايخ إما اعتقلوا أو وضعوا تحت الإقامة الجبرية، وبعضهم تعرضوا للصفع والإهانات والتهديد بالقتل وتفجير منازلهم.

وهناك مشايخ تم تهميشهم وتجريدهم من أي دور، وهكذا تواصل مليشيات الحوثيين مسلسل القمع والاضطهاد والقتل بحق كل من ساندوها في بداية الانقلاب وسلموها مناطقهم، بحثا عن مكاسب وامتيازات خاصة، وتنفيذا لتوجيهات زعيمهم علي صالح بالتواطؤ مع انقلاب الحوثيين والتحالف معهم، وكان مصير الجميع، علي صالح وأتباعه، القتل والإهانات والإقامة الجبرية والتهميش، وتتهمهم المليشيات الحوثية بـ"النفاق"، وتصفهم بـ"الطابور الخامس".

تم طباعة هذه الخبر من موقع وطن الغد https://watanalghad.com - رابط الخبر: https://watanalghad.com/news16366.html