2021/02/16
اخر التطورات الميدانية في جبهات مأرب .. (تفاصيل صباحية جديدة)

فشل جديد يلاحق مليشيا الحوثي في محاولتها اجتياح مأرب اليمنية، حتى مع اعتماد تكتيك "هجمات الأنساق" (المجموعات) عبر موجات متتالية.

ودفعت مليشيا الحوثي بأفواج متتالية من المسلحين في سلسلة هجمات متواصلة، في محاولة لضغط الجيش اليمني والقبائل للحيلولة دون شن هجمات معاكسة.

 

وقال 3 مصادر عسكرية وقبلية ترابط غربي مأرب لـ"العين الإخبارية"، إن مواقع الجيش والقبائل تواجه هجمات تعد الأعنف على الإطلاق، من جانب مليشيا الحوثي، تعتمد على الهجوم السريع بشكل متتالي.

وأشار الجيش اليمني في بيان إلى كسر نحو 15 نسقا هجوميا حاولت اقتحام محور جبهة "صرواح" فقط، وأكدت المصادر إلى أن ذات الأعداد من الأنساق استهدفت أيضاً اقتحام جبهات: مدغل ورغوان، ومحاور جبهات: "المخدرة" و"الزور" و"الكسارة".

ويعتبر محور "الكسارة" غربي مأرب، هو أقرب نقطة تماس إلى مدينة مأرب، وحسب المصادر فقد حاولت المليشيات الحوثية اختراق الدفاعات الرئيسية للقبائل والجيش اليمني في هذه الجبهة.

وعلى مدار الـ48 ساعة الماضية، لم تتوقف مليشيا الحوثي في دفع التعزيزات وسحب المسلحين من جبهات متجمدة بالمحافظات الأخرى ودفعها نحو "مأرب"، لخوض معركة حاسمة في أهم معاقل مدن الشرعية شمالا.

وسقط المئات من عناصر مليشيا الحوثي، والقيادات الميدانية في محاور جبهات "صرواح" و"المخدرة" و"الكسارة"، إذ أحصت مصادر يمنية ميدانية نحو 186 عنصرا وقياديا حوثيا وجدت جثثهم هامدة في متاريس متقدمة، في إشارة لانتحار حوثي دون اعتبار للخسائر البشرية.

وقالت المصادر أيضاً إن ضربات جوية لمقاتلات التحالف والمدفعية، دمرت نحو 30 دورية وآلية قتالية منذ مطلع الأسبوع الجاري، وأكد بيان للجيش اليمني، الإثنين، أن غارة محكمة للطيران الحربي دكت غرفة عمليات متقدمة للمليشيات غربي معسكر "ماس" الاستراتيجي.

وقال مصدر عسكري يمني آخر لـ"العين الإخبارية"، إن وزارة الدفاع اليمنية كلفت اللواء ركن عمر سجاف لقيادة جبهات العلم في الصحراء الحدودية بين مأرب والجوف، وهي محور مشتعل يبعد عن مدينة مأرب نحو 30 كيلومترا من الجهة الشرقية، وهو أقرب نقاط النار من حقول نفط صافر.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش اليمني تنفيذ عملية نوعية في "تباب الصماء" الواقعة على الخط الدولي بمديرية باقم شمالي محافظة صعدة شمالي البلاد، يعتقد أنه لتخفيف الضغط البري للمليشيات على مأرب بإرباك دفاعات الحوثيين بمعقلهم الأم.

وأوضح بيان للجيش اليمني، أن هذه العلمية أسفرت عن تدمير آليات عسكرية ومقتل 6 عناصر من مليشيات الحوثي وإصابة آخرين.

معارك الأنساق

ويستخدم الحوثيون في المرحلة الجديدة أكبر قوة نيران لإسناد هجوم الأنساق المتتالية، ويقول خبراء عسكريون إن هذا التكتيك اعتمدته المليشيا خلال الأسبوع الماضي، لقياس ردة الفعل الدولية نحو هجوم بري لتغير خطوط التماس، وذلك عقب شهور من معارك كر وفر متقطعة.

وسعت المليشيات الانقلابية إلى فتح جبهات جديدة وتوسيع خط النار وإرباك الحاميات المتقدمة والخلفية للجيش اليمني والقبائل، ومعرفة طريقة اجتياز الموانع البشرية والقتالية، وبث سيل من الشائعات في مسعى لتمويه الهدف الرئيسي والنوايا الحقيقية للانقلابيين.

حيث اعتمدت مليشيا الحوثي أيضا لتشتيت جهد الجيش اليمني وإنهاك القبائل، شن هجمات متزامنة على أكثر من محور قتالي مع حشد وحركة نارية على محور معين، إذ ظل أكبر هجوم للانقلابيين مركزا على الغرب والشمال الغربي مع اشتغال الجهات الثلاث للمحافظة.

واستخدمت المليشيا أيضاً إطلاق الصواريخ الباليستية والكاتيوشا لتهديد مراكز القيادة الخلفية، واستهداف المناطق السكنية ومخيمات النزوح، لبث الذعر في الحاضنة الشعبية، وحمل السكان للنزوح لاتخاذ أماكنها كمنطقة عسكرية.

وطبقا للخبراء فإن المليشيا الحوثية أعادت إلى الواجهة ترويج خطاب إعلامي كغطاء لعدوانها بزعم "الحرب على القاعدة وداعش وحزب الإصلاح"، وهي مفردات ترويجية، بعد أن ثبت تحالفها السري مع هذه التنظيمات الإرهابية.

ويرى القيادي اليمني العميد فيصل الشعوري، أن تكتيكات مليشيا الحوثي في القتال عبر "الهجوم بأنساق متفرقة، وكلما انكسر نسق ظهر نسق أخر"، يستهدف إنهاك القبائل والجيش.

وأشار الخبير العسكري اليمني إلى أن الانقلاب الحوثي عادة يحشد عناصره المدربة في إيران، ويلقي بها في أنساق متتابعة، لتحقيق أهداف مرحلية، منه إنهاك القبائل والجيش وإرهاقها، فيما تتولى الكتائب العقائدية المتطرفة والمتمرسة على القتال، والتي دخلت معارك مأرب مؤخرا، للانقضاض على المواقع المنهكة.

 

وحذر الشعوري من تكتيكات وأساليب مليشيات الحوثي المستخدمة ‏في المعارك، والتي تستهدف السيطرة الكاملة على مأرب وفرض واقع جديد.

 

ومن المتوقع أن يخفض الحوثيون حدة هذه الهجوم قبل يوم على الأقل من عقد مجلس الأمن جلسة مقررة بشأن البلاد الخميس المقبل، لكنه سيعود إلى ذروته تماما بعد أن تنجذب الأنظار إلى مكان آخر، وفقا لحديث الخبير اليمني لـ"العين الإخبارية".

 

وتقول الحكومة اليمنية إن الجيش وقبائل مأرب بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، أجهضوا التصعيد الواسع الذي شنته مليشيا الحوثي الإرهابية في مختلف جبهات القتال بمحافظة مأرب، وكبدوا الانقلابيين أكبر خسائر منذ اندلاع الحرب.

الخطر يقترب

وتهدد هذه المعارك نحو مليوني نازح، كانوا قد استوطنوا عشرات المخيمات في مأرب، باعتبارها أكبر معقل اقتصادي للحكومة المعترف بها دوليا.

 

وقال سكان محليون لـ"العين الإخبارية"، إن عشرات الأسر النازحة تدفقت لمدينة مأرب من مناطق التماس شمالا وشرقا وغربا وجنوبا، إثر تصعيد الحوثي.

 

وأضافت أن "الوضع أصبح خطيرا للغاية، حيث بات الحوثيون يهاجمون مناطق النزوح بشكل متعمد للالتفاف على المناطق العسكرية".

 

وأصبحت المعارك تهدد بالفعل النازحين في مخيمات تحيط مدينة مأرب، حيث تبعد المواجهات شرقا (30 كيلومتر) وغربا (25 كيلومتر) وشمالا غربا( 40 كيلومتر) وجنوبا (50 كيلو متر).

وبحسب الأمم المتحدة فإن التصعيد العسكري لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا سيؤدي إلى عواقب إنسانية لا يمكن تصورها وسيضع ما يصل إلى 2 مليون مدني نازح في خطر ويشرد مئات الآلاف مجددا.

تم طباعة هذه الخبر من موقع وطن الغد https://watanalghad.com - رابط الخبر: https://watanalghad.com/news16065.html